الفيلم المعجزه ( Stalker-1979 ) المتسلل لإآندريه تاركوفسكي
فيلم روسي لإآندريه تاركوفسكي
الترايلر
وقصة الفيلم هي :
رحلة فنتازية لثلاثة اشخاص أحدهم كاتب والثاني عالم فيزياء والثالث مرشدهم المتسلل وفي ترجمة اخرى المقتفي وايضا الدليل , وهو رجل خارج عن القانون ... ومؤمن بانه يخدم الناس .. لكي يقودهم للمنطقة المحظورة من الحكومه . وهم يريدون اجتياز المنطقه المحظوره , لانهم سمعو بأن المكان فيه حجرة سحرية تلبي أمنيات كل من يصل اليها , مهما كانت هذه الامنيه . وبنفس الوقت طريقها صعب , حيث الاماكن تتغير خلال العبور .
الاشجار والزهور الموجوده بالمنطقه المحظوره ليس بها رائحه ! وبنفس الوقت هذه المنطقه المحظوره كانها قطعة من الجنه , لروعة جمالها الآخاذ .
والقصه ماخوذه من رواية اسمها (نزهة على قارعة الطريق ) لكن الاقتباس منها كن بشكل مطلق جدا , حتى انها صارت تختلف اختلاف جذري عن الروايه .
هذه المغامرة الفنتازيه هي بنفس الوقت رحله مجازيه رمزيه لمسيرة البشريه في الكره الارضيه , كيف ؟
وهي بنظري الشخصي سبب معجزة الفيلم
( هالكلام قرائة شخصيه مني , يعني اجتهاد قد يصيب وقد يخطئ )
من المعلوم ان مسيرة البشريه الطويله نمت وتطورت بسبب 3 عوامل رئيسه فقط لاغير هي :
1-الدين أو الايمان
2-الفن ويضم كل الفنون المعروفه بالاضافة للفلسفه والعلوم الانسانيه من فلسفه وتاريخ ...
3- العلم وهو العلم الطبيعي التجريبي كالهندسه , الفيزياء , الرياضيات ...
وطبعا هذه العوامل مره تناغمت مع بعضها , ومرات تنافرت ضد بعضها .
بالذات الفن والدين وبعد ذلك العلم الذي اتحد مع الفن المتمرد الاول على الدين , وتنافر كثيرا (العلم ) مع الدين .
وقد رمز بها تاركوفسكي بفيلمه بواسطة ابطاله الثلاثه :
1-الكاتب (نيكولاي غرينكو) ويرمز للفن
2-العالم (أناتولي سولونيتسين) ويرمز للعلم
3-المتسلل (ألكسندر كاجدانوفسكي) ويرمز للدين
واظن أن المنطقة المحظوره هي رمز للمكان والزمان (اي ترمز للكرة الارضيه ) من خلال اكتشاف المجهول والتقدم بالمسيره تدريجيا ...
سأذكر لكم بعض المشاهد الرمزيه بالفيلم ( لو شاهدتموها بدون قرائة موضوعي , ستكون لكم محيره او لامعنى لها وممله )
- في الدقيقه 53تسلط المتسلل الذي يمثل الدين على الكاتب الذي يمثل الفن من خلال ضربة بقطعة حديديه .. وهي ترمز لتسلط رجال الدين قديما على الفنانين , بسجنهم ومصادرت حرياتهم مما جعلهم يتنافرون كثيرا .
فالمشهد اسقاط تاريخي مطلق على الذي حدث بين رجال الدين والفنانيين .
- مشهد رمزي عجبني في الدقيقه 46 من الجزء الاول من الفيلم وهو
حين اطلق المتسلل العربه التي أقلتهم للمكان , ووجها رجوعا فساله الذين معه وقالو
"كيف نرجع من هناك ؟
- المتسلل قال : من هنا لايعودون بنفس الطريق .
- الفنان والعالم قالو : ماذا تعني بذلك .
- المتسلل قال : لنذهب كما اتفقنا .
ساحدد لكم اتجاه السير .
ومن الخطر الانحراف عنه ."
هذا الحوار هو نقد رمزي للدين بشكل عام , الذي يطلب من البشر امورا احيانا تكون غير منطقيه, ومع ذلك لايريدون اي اسئله او اعتراض ... وكان أكثر من كان يتسائل ويعترض هو الفنان .
ومن المعلوم ان الذين انتقدو رجال الدين تاريخيا هم الفنانيين بواسطة الفلاسفه والمفكرين .
- مشهد رمزي عند الدقيقه 9 من الجزء الثاني بالفيلم , ستشاهد مشهد رمزي
هو عباره عن سقوط الماورائيات خلال هذه الرحله المجازيه كيف ؟
المتسلل الذي يمثل الدين طلب منهم ان يتبعوه بالطريق لكي لايضيعو , لكن العالم ذهب من طريق آخر مختصر .. وسبقهم , بعدها تسائل المتسلل كيف وصلت قبلنا ؟!
ثم بعدها لامه الكاتب - الذي يمثل الفن - وقال : لاتدخل انفك في امور لاتفهمها.
وهذا المشهد يرمز لسقوط الماورائيات ونجاح العلم التجريبي في المسائل العلميه في مسيرة البشريه .
-مشهد رمزي آخر في الدقيقه 28 من الجزء الثاني, وهو عند وصولهم للنفق تلاحظون ان القياده تحولت للفنان .. طبعا هذا المشهد الرمزي هو اسقاط تاريخي للمنعطفات المهمه في تاريخ البشريه .
ومن المعلوم ان كل الانعطافات المهمه بتاريخ البشريه صارت من خلال الفن وهذه الانعطافات المهمه هي :
- اكتشاف الخط المسماري في سومر
- الفلسفه الاغريقيه الصوريه
- فلسفة عصر التنوير
والتي انعطفت بالعالم وقفزت به قفزة كبيره الي عصر النهضه الصناعيه .
- مشهد رمزي اخر في الدقيقه 14 من الجزء الثالث والاخير , المتسلل يعترف بعدم جدواه بالرحله ...
وهو مشهد رمزي يشير الي عدم جدوى الدين في العصر الصناعي الحديث مما ادي الى آفول العامل الديني .
الحقيقه الفيلم ملي بالرمزيات, والاسقاطات , والتساؤلات الفلسفيه العميقه , وكذلك يحتمل قرائات متعدده , فهو اعظم فيلم تأملي في العالم اجمع .
فيلم معجزه .. الفكره معجزه .. والسيناريو معجزه .. والاخراج معجزه ..
والموسيقى التصويريه معجزه ..
هذا الفيلم من وجهة نظري , لامثيل له في السينما العالميه حتى الان .
واليكم مشاهد بصريه تهز الوجدان :
بداية الفيلم وترافقها موسيقى تأمليه من الشرق الاقصى للموسيقار ( إدوارد أرتيمييف ) وقد تعاون مع تاركوفسكي بأكثر من فيلم .
مشهد فيه ابداع بصري هائل
http://www.youtube.com/watch?v=JcevEw1vczQ&feature=player_embedded
مشهد تأملي مع القاء بعض الشعر لوالد تاركوفسكي (ارسيني تاركوفسكي ) , صور بنهر ملي بالملوثات والنفايات , ومع ذلك أستطاع المبدع تاركوفسكي ان يجعل المشهد ساحرا ! كيف فعلها ؟!
* سوف تلاحظون كيفية الانتقال بالكاميرا من مشاهد البؤس الى مشاهد النعيم , هذا الانتقال الجذري تم ببراعه مذهلة فائقه .
* الفيلم تم اتلاف 80 % منه و عمدا من المؤسسه السوفياتيه للسينما موسيفيلم , وقد اعاد تاركوفسكي تصويره ..
ومن المعروف معاناة تاركوفسكي الشديده من مقص الرقابه ...
* الفلم تم تصوير بالقرب من محطه كهرومائيه , بالقرب من نهر ملوث بالمواد الكيميائيه , وقد ماتت المخرجه المساعد والممثله توليا سولونتسن وتاركوفسكي نفسه بمرض السرطان . تاركوفسكي اخر من مات , وكان موته عام 86 اي بعد 7 سنوات من الفيلم , وعمره 54 سنه فقط .
* خصصت موضوع كامل لهذا الفيلم نظرا لأهميته العظيمه , وبالنسبه لي هو الفيلم رقم 1 على مستوى العالم حتى الان .
* التورنت والترجمة
منقول \\ الطومار
No comments:
Post a Comment