سيارات غزة ترتدي قبعة صفراء ..؟
أطلقت وزارة النقل والمواصلات حملة تحويل المركبات الخصوصية إلى عمومي داخلي بقطاع غزة ، وذلك في إطار سعيها لتطبيق قانون المرور و لتنظيم المرور والمحافظة على السلامة المرورية والحفاظ على سلامة المواطن ، مما أثار تساؤل السائقين حول هذه الحملة ، فمنهم من استجاب للحملة وآخرون سخطوا مبررين سخطهم بسوء الأوضاع الإقتصادية المتردية التي لا تسمح بالتجاوب مع هذه الحملة وفي حديث للرواد مع المعنيين بهذا الشأن تحدثوا ..
آراء السائقين وحملة الترخيص ..
تشير المادة الثامنة من قانون المرور الفلسطيني " يشترط تسجيل أية مركبة، كمركبة عمومية أو حافلة عمومية الحصول على رخصة بتسييرها لنقل الركاب بأجر " .
يتحدث عيد فرج " 32 عاما " وهو سائق مركبة أجرة حول حملة ترخيص المركبات , أنه استجاب لهذه الحملة مجبرا , ولم تكن في رغبته بأن تصبح مركبته عمومي داخلي ، متحدثاً : " أن الحملة ليست بوقتها , حيث الوضع الاقتصادي لا يسمح بدفع هذه الأموال ، وأن الكثير من السائقين اضطروا إلى إيقاف مركباتهم , بسبب عدم وجود المال اللازم , وهذه الخطوة أدت إلى تقليل عدد السائقين عند الأماكن المزدحمة فبتالي أدت إلى أزمة مواصلات وازدحام كبير بدليل أن الكثير من السيارات لم ترخص بعد ".
أما السائق ماهر طاهر " 46 عاماً " يتحدث أن في ظل الوضع الراهن , هذه الحملة تشكل عبئ مالي على السائق ، حيث تكاليف الرخصة المحملة على عاتق السائق , مشيرا إلى احتمالية غلاء أجارات الطريق من قبل السائق , تعويضا لما يخسره , وبالتالي يكون ثقل على المواطن .
ويقول السائق عبد الرحمن الدادية "19عاماً " , فكرة الحملة جيدة حيث لمستُ تحسين في النظام المروري وقد قلت نقاط الازدحام .
ويتحدث السائق علاء أبو زيد" 19 عاماً " إن الحملة لم تفيد السائق ولا حتى المواطن , حيث لم نلحظ أي تغيير متحدثاً : " أن محيط الجامعة والأماكن الحيوية زادت ازدحاما , بسبب توقف الكثير من السيارات عن العمل بسبب عدم استجابتهم للحملة , بالإضافة للعبء الذي أثقلته وزارة النقل والمواصلات على عاتق صاحب المركبة ".
الحملة وتنظيم حركة المرور ..
يتحدث محمد هنية " 35 عاما " ملازم أول في جهاز الشرطة الفلسطينية أن الحملة جاءت لصالح السائق ليتم تعريف الراكب بالسائق , وأن هنالك هدفين لهذه الحملة متحدثاً : " الهدف الأساسي هي تنظيم المرور , والهدف الثانوي , التقليل من الفوضى التي عمت في البلد , بسبب عدم معرفتنا من سائق الأجرة ومن سائق ملاكي , لذا تم تحويل ملاكي لعمومي داخلي , بحمل كارنيه يميز سائق الأجرة عن غيرها " .
ويضيف هنية أن السائق الذي لم يستجيب لهذه الحملة يقع أمام خيارين، أما أن يعمل على الخط ويحول إلى عمومي داخلي "أجرة"أو يبقى ملاكي ولا يعمل كسائق أجرة.
مؤكدا على بعض الانتكاسات التي تعرضت لها الحملة قائلا :" بعد توقف الكثير من المركبات بسبب حملة الترخيص , أصبح الطلاب يشكون من زحمة السير , بسبب عدم توفر السيارات الكافية لإيصالهم , ولكن تم تجاوز المشكلة بسلام , والأمور تمشي بكل سلاسة ".
مبررات وزارة النقل والمواصلات .. للحملة
يتحدث حسن عكاشة مدير عام الهندسة والسلام النقلي بوزارة النقل والمواصلات , أن قطاع النقل العام من أهم القطاعات المعنية به وزارة النقل والمواصلات , كونه يخدم شريحة واسعة من الموطنين بالإضافة لكون المظهر الحضاري لكل بلد وفيه تعكس الصورة الأولية للبلد من قبل أي زائر.
ويقول عكاشة حول هدف الحملة إن الهدف الأساسي وهو تنظيم قطاع النقل العام (البري) , وتساهلا مع المواطن وبسبب الظروف الاستثنائية التي يمر بها القطاع قائلاً : " المفروض وحسب القانون المروري المتعارف عليه دوليا كل مركبة يزيد عمرها عن 18 سنة , تمنع من العمل على الطريق , ولكن رأفتا بحالة السائق والظروف الاقتصادية التي خلفها الحصار, نحن كوزارة سمحنا لتمديد فترة استخدام المركبات العمومية , حتى أن هناك مركبات عمومية يزيد عمرها عن 30 سنة ما زالت تعمل " .
ويتحدث عن الأسباب الجوهرية للحملة , وهي منع أو إيقاف السائقين الذين يعملون في مهن أخرى من العمل في هذا القطاع ,مساندة لبعض المواطنين الذين يعانون من شح العمل .
مشيراً عكاشة أن هذه الخطوة من شأنها التأكد من أمنيات السائق , وسلوكياته , كونه يقل شريحة كبيرة من المجتمع , حتى نطمئن على سلامة المواطنين .
وأكد عكاشة لم يستجيب عدد كبير من السائقين , ويعود ذلك لتنقصنا توعية إعلامية مرورية , لمخاطبة الجماهير , و في المرحلة المقبلة سنتخذ الإعلام منبرا للتوعية بهذه الحملة .
ويتحدث حول الرسوم التي تستوفي الحملة أن قيمتها قليلة وفي محاول تقسيط المبلغ على دفعات للتسهيل على أصحاب المركبات موضحاً في المستقبل ستقوم الوزارة باستيراد مركبات عمومية, معفاة من الجمارك , كنوع من التحسين الاقتصادي والتخفيف على السائقين ، وفي النهاية يهمنا ان نلتمس رضا السائق والمواطن للحفاظ على النظام وسلامة الجميع .
كل مجتمع يحتاج النظام كي تسير به الحياة بشكل سليم ولابد التعاون جميع كافة شرائح المجتمع من اجل الحفاظ على النظام وتطبيقه ، فلا شك أن هذه الحملة تحمل إيجابيات شتى من وجهة نظر الكثيرين وتحمل سلبيات أخرى كما يراها السائقين .
رهام الغزالي
No comments:
Post a Comment