Tuesday, May 17, 2011

زَنّانَة

غزة .. والزنانة
يشكو سكان قطاع غزة من مشكلة غريبة لا يجدون لها حلا ً فطائرات  الاستطلاع الاسرائيلية التي تجوب اجواء القطاع ليل نهار تتسبب بحرمان اهالي غزة من متابعة قناة التلفزة به من تشويش على عملية استقبال بث القنوات الفضائية ,مهمة هذه الطائرات هي رصد ومراقبة النشطاء في غزة واحيانا تقوم بقصفهم لكنها بالمقابل تسبب لسكان غزة بقصد او بدون مشكلة التشويش على القنوات الفضائية
لنجد أن مصطلح "زنانة" زاد تداوله بالآونة الأخيرة , فنجد أن أنواع الزنانات  تتعدد فمنها من يراقبنا ويصور كل حركة وكل شخص وأخرى  تطلق الصواريخ علينا وثالثها الغاية منها فقط هي إزعاجنا، والتسبب في وجع الرأس لنا .  
الزنانة تصيب أهالي غزة بالتوتر
لا تكاد طائرات الاستطلاع أو ما يطلق عليها " زنانة " ترى بالعين المجردة , لكن صوتها المزعج الذي يشبه صوت ذبابة تزن فوق رأسك يصيب الغزين بالصداع و يعكر صفو حياتهم في الليل والنهار .
يقول أنس الفالوجي (20) عامًا أصبح شيء عادي أن تسمع صوت الزنانات  التي  تحاصر غزة منذ بدء الانتفاضة الثانية والذي زاد استخدمها في الآونة الأخيرة انطلاقا من حرب غزة 2007 إلى الآن قائلاً" يمكنني أن أتجاوز صوتها بعدم التركيز في الصوت الصادر منها و أركز في أشياء أخري أكثر مثلا أفتح الراديو بصوت منخفض أو موسيقى لتكون أفضل من صوت الزنانة قليلا"
ويضيف  أن الزنانة تعمل على تشويش التلفاز  فتحد من مشاهدتنا للبرامج المفضلة لدينا وتجبرنا على متابعة البرامج على الراديو أو الانترنت ,مشيراً أنه إن لم يسمع صوت الزنانة أو المولدات الكهربائية في غزة سيشعر بأنه في بلد غريب، لأن هذا الإزعاج  أصبح شيئا من روتين الحياة في غزة .
وفي السياق ذاته أكدت فاطمة شبلاق (45) أن الأصوات التي تصدرها هذه الطائرات مزعجة جدا , وتسبب لها القلق , ويصيبها بنوع من الاستفزاز والعصبية وكأنه تعذيب نفسي  , وحتى الآن لم تتأقلم مع هذا الصوت المزعج .

وتضيف شبلاق أن حالتها الصحية تتأثر بهذه الاصوات قائلة " أن اعاني من ضغط , فعند سماعي لهذه الطائرات بشكل متواصل وبصوت مزعج اصاب باختناق فيرتفع الضغط عندي " مبينة هروبها من هذه الاصوات بالنوم كحل جزئي للتخلص من سماع هذه الأصوات.
من جهته قال سامح سالم (28) عاماً أن  التلفاز هو السبيل الوحيد للخروج  من حصار غزة،  ولم تنسى اسرائيل أن تحاصرنا حتى عبر شاشات التلفزة , الأمر الذي يجعلنا لا نشاهد التلفاز بهدوء , فلا نستطيع متابعة المباريات أو الأخبار او  المسلسلات ... الخ .
ويصف محمود أبو غلوة معانتاه من صوت طائرة الاستطلاع الاسرائيلية  بأنها تشتت تركيزه من صوتها المرتفع الثابت في التردد الذي يصل إلى أعلى مما يتحمله الإنسان.
ويؤكد أبو غلوة كلامه بقوله" صوت الزنانة يسبب لي بشلل رهيب في التركيز، وتصيبني بالتوتر، الأمر الذي يجعلني أصرخ بصوت مرتفع أو أكسر بعض الأشياء حولي لتفريغ ذلك التوتر  الذي ينتابني حين أحاول التركيز في عملي".
عنوان اشاري مناسب
المشكلة كما يبدو لا حل لها فرغم أن معظم العائلات كثيرا ما تحاول تغيير بعض القطع في الصحون اللاقطة علها تجدي نفعا لكن بعض المختصين يقولون ان سبب التشويش بالتلفاز . هو الطائرات
 رأي مختص في الأقمار الصناعية  حيث وضح اسباب التشويش في اجهزة التلفزة قائلاً "يوجد شيء يسمى لاين اوف سايت القمر الصناعي الموجود ع سطح المنزل والقمر الصناعي الموجود في الفضاء , فاعتراض الطائرة خط اللاين اوف سايت يسبب تشويش "  
ويضيف المختص سبب آخر وهو احتمالية  أن يكون تداخل بين الترددات التي تستخدمها هذه الطائرات الاسرائيلية والترددات التي تأتي للقنوات الفضائية الى الأرض
.
وأضاف ناشط حقوقي أنه لا يقتصر الامر فقط على الانسان في الوصول الى معلومات بل ايضا هو ينتهك الانسان في الشعور في الامان والاطمئنان على نفسه واسرته فبتالي هو انتهاك مزدوج , فهو يحرمك من أن تحصل على المعلومات من التلفاز ويزعجك بالصوت التي تصدره الزنانات , لتفقد السيطرة على نفسك وتشعر بعدم الامان .
مشاكل الناس في غزة لا تنتهي .. لكن مشكلة تشويش الطائرات على قنوات التلفزة هي مشكلة تصيبهم جميعا صغارا وكبارا , دون استثناء .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل وجدتم حلاً لمشكلة التشويش ؟ 
ملاحظة يوجد اراء منقولة من تقرير بي بي سي "رأي المختص ورأي الحقوقي "

البَالَة



بِ -عدستي
 فراس .. وسوق البالة العتيق
البالة هي الجراب الضخم و وعاء يضم مقدارا مضغوطا من القطن أو الثياب أو الندى والخير ! كما ورد في المعجم الوسيط فهل فعلا معناها يدل على محتواها !  ومنذ متى ظهرت فكرة "أسواق البالة"  التي تعتبر مزار لعدد كبير من المواطنين فقراء كانوا أم اغنياء  وخاصة مع تواجد الكثير من البضائع بكافة المجلات فتجد الملابس والأحذية بالإضافة للأدوات الكهربائية والألعاب .. وغيرها , بنوعية جيدة وبأسعار أرخص بكثير من البضائع العادية ,والمحلية الصنع .
وللملابس المستعملة في غزة سوق يطلق عليه "سوق فراس" والذي يعود انشاؤه الى العهد المصري , ازدهر في الستينيات وما مازال مستمر حتى الآن ,بالإضافة للمحال المتفرقة في محافظات غزة  . والداخل  إلى فراس يجد السوق منتشر بمحال الخضروات والفواكه واللحوم, ولكن يوجد فيه زقاق طويل عتيق يتكون من 30 محل تقريبا , ينتشر الباعة فيه  بمجرد أن تدخل هذا الشارع , تشتم رائحة ملابس البالة , وأصوات البائعين هنا وهناك يصرخون بأعلى ما عندهم لبيع بضائعهم . وتجد الزبائن الذين يختلفون في مستوياتهم المعيشة منهم الفقراء  الذين يحلمون بملابس تسترهم بأرخص الأسعار , والأغنياء  الذين يبحثون عن ماركات عالمية , بأقل أسعار من الاسواق العادية .

البالة مهنة ومصدر رزق ..
يقول (محمد السنداوي)   50عاما  أحد مصدري البضائع لهذا السوق  أننا كتجار نستورد البضائع من الجانب الاسرائيلي , وبدورنا نقوم ببيعها لمن يريد أن يشتري , ولسوق فراس حظ وفير في شراء معظم البضائع التي اشتريها من الجانب الإسرائيلي ., وتعتبر تجارة البالة مهنة حظوظ لأننا نشتريها بالوزن دون أن نراها. وبعد ذلك نفرزها ونبعد التالف منها , ومن ثم نقوم بكيها وبيعها .

أما (ماهر كريّم )26 عاما أحد أصحاب محلات البالة في سوق فراس قال : أن بيع البالة مصدر للكثير من العاملين , وعند إغلاق المعابر من قبل الاحتلال تتجمد حركة السوق فبتالي مهنتنا هي مرهونة بفتح وإغلاق المعابر فقد اغلق الاحتلال المعابر لمدة 4 سنوات وتبع ذلك تدهور في حركة السوق  , واضطر العديد من البائعين اغلاق محالهم , لعدم وجود بضائع لبيعها والبعض الآخر اقتصر على بيع الملابس المحلية الرديئة , والتي لا يوجد اقبال كثير عليها , كونها قصيرة الحياة .
وأضاف أنه تم فتح المعابر في  النصف الثاني من 2010 وما زالت مفتوحة لتجارة الملابس المستعملة وأن سير العمل في السوق تسير بشكل  طبيعي , ونأمل أن تبقى هذه الحركة .
مشيرا أن الاحتلال غير مضمون , وفي أي لحظة ممكن أن تغلق المعابر , ونحن كتجار وبائعين نعيش على كف الرحمن .

ويشير (شاكر السنداوي) 60 عاما الذي يعمل منذ 45 سنة في سوق فراس ,أن عمله في السوق يشكل مصدر رزقه ، وأن أولاده ورثوا المهنة عنه   مؤكدا أن هذه المهنة أصبحت ارثا لعائلته , ضاحكا لسنا الوحيدون ولكننا الأشهر والأبرز , بالإضافة إلى عائلة بعلوشة وكريّم وكحيل وغيرهم .
وأضاف أن هذه المهنة سببت له حساسية في الصدر قائلاً "نحن نتعامل مع ملابس مستعملة ومكدسة , وعند فرزها تصدر غبارا وهو السبب في مرضي ."
ويضيف (رجب كحيل ) 17 عاما – تركت المدرسة في سن مبكرة وصرت أعمل مع أبي , وانا مستمتع في عملي هذا  , مؤكدًا ان سوق البالة توفر على الفقراء الكثير من الاموال فهم يشترون الملابس بأرخص الأسعار , وأنه لا يتخيل أن تكون الحيان بدون أسواق لبيع الملابس المستعملة  , بقوله " من غير العادل أن يكونوا الفقراء بلا ملابس ."

ويقول (أحمد العكا) 21 عاما طالب جامعي يعمل في السوق في أوقات فراغه , ليأمن مصروف جيبه , وذكر لنا خبرته التي اكتسبها من عمله قائلاً "أن الزبائن يمثلون كافة طبقات المجتمع , فتجد الموظفون , والتجار والعمال والأطباء ".
وأضاف أنه عند وصول البضائع الجيدة يتصل بزبائنه المميزين ليكونوا أول من يختار "اللقط" حسب قوله .
بريستيج أم ماذا
وتتحدث (مرام أحمد ) 22 عاما قبل بداية العام الدراسي من كل سنة أتوجه إلى سوق البالة  , ومعي مبلغ لا يزيد عن 150 شيكل وأعود بكميات من الملابس والأحذية حتى نهاية العام وبالمبلغ نفسه لا أتمكن من شراء جينز واحد مع قميص في حال ذهبت الى المحال التجارية التي تبيع ملابس جديدة .

وتضيف  (اسراء البابا) 28 عاما انها تتوجه الى سوق البالة لأسباب أهمها النوعية الجيدة للملابس التي تتواجد في البالة , فهي أجنبية الصنع والتي تتميز عن الصناعة المحلية والصينية والتركية التي غزت الأسواق , مضيفة الى أن الملابس الأجنبية تبقى محتفظة بجودتها , مقارنة بالملابس المحلية التي تهترئ بسرعة .
اخيراً
ان احتفاظ سوق فراس بالحارة الصغيرة التي تضم 30 محل , يدل على اهمية هذا السوق للفقير والغني للبائع والتاجر , فجميعهم يستفيدون , وأن هذه الاسواق لا تشكل أبدا عائقا أو تهديدا على الأسواق المحلية , فلكل مكان زبائنه .

طالع ..



ورد في تقرير منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة والتربية (اليونسكو) أن معدل نشر الكتاب في العالم العربي لا يتجاوز نسبة %7، وكذلك فإن نصيب كل مليون عربي من الكتب لا يتجاوز ثلاثين كتاباً، مقابل 584 لكل مليون أوروبي، و212 لكل مليون أمريكي وورد في تقرير التنمية البشرية الأخير أن أعداد النسخ المطبوعة من الكتاب العربي في المعدل العام بين ألف الى ثلاثة آلاف، بينما يبلغ عدد النسخ المطبوعة للكتاب في أوروبا وأمريكا عشرات الآلاف .بعبارة اخرى وحسب لغة الأرقام فإن :
80 عربياً يقرءون كتاباً واحداً بينما أروبي واحد يقرأ 35 كتاباً في السنة . فالمقارنة تكشف لنا أن وضع القراءة في العالم العربي مزرٍ للغاية بحاجة إلى إعادة هيكلة للبنية التحتية للقراءة
المؤسسات التنموية ودورها في عملية تشجيع القراءة
تحدث أحمد عاشور من مؤسسة تامر والمسئول عن البرامج التنموية للقراءة أن مؤسسة تامر هدفها الأساسي هو توعية الأطفال والشباب على القراءة , وذلك بمساعدتها لتزويد مكتبات المراكز التعليمية والمؤسسات الأهلية المعنية ببناء مكتبات وتشجيع وزرع حب القراءة عند الأطفال , ليصبحوا شباب قراء حيث تعمل مؤسسة تامر جاهدة لإعلاء شأن القراءة قائلاً "بدأت مؤسسة تامر حملتها الثقافية لتشجيع القراءة في المجتمع الفلسطيني، والتي تحمل عنوان "أنا تبرعت بكتاب وحكاية".

وذكر عاشور أن هذه الحملة تأتي على صورة عمل جماعي، للمساهمة في بناء حالة ثقافية تتضافر فيها الجهود من أجل أطفال أكثر إبداعاً وقدرة على القراءة والكتابة والتعبير.

وأضاف إلى أن فعاليات الحملة ستستمر طوال العام لتشجيع عادة القراءة والكتابة في المجتمع الفلسطيني، بالتعاون مع المؤسسات الأهلية والخاصة وبدعم أفراد المجتمع المحلي , وأكد  أن الحملة التي بدأتها المؤسسة قبل عشرين عاماً.
وقال عاشور على أن مؤسسة تامر تسعى من خلال الحملة لدعم وإنشاء أنوية مكتبات جديدة في مناطق مهمشة، من خلال الكتب التي سيتبرع بها أفراد المجتمع،
مضيفا إلى أن المؤسسة تأمل من خلال حملتها المساهمة في تشجيع عادة القراءة، للارتقاء بثقافة القراءة من خلال تبرع أفراد المجتمع بكتاب.
وأكد عاشور على أهمية القراءة للمجتمعات وللفرد , وضرورة إبراز دور الأهالي في عملية تشجيع القراءة وأضاف نحاول جاهدين على محو أي سبب يعيق هذه العملية , والتي يرتكز عليها معظم المجتمع , وتصبح عادة متوارثة من الآباء للأبناء ويستمر سوق الجهل بعملية القراءة .
وقالت تهاني دلول –26 سنة منشط مكتبة في مؤسسة "  عبد المحسن القطان " ومسئولة عن نوادي القراءة في القطان لا يمكن إنكار أهمية للقراءة وطبيعة عملي تجبرني أن اقرأ واستفيد فلا يمكن أن أكون مسئولة عن مكتبة , ولا اقرأ وأضافت أنها تقرأ لسببين أولهما  تنمية العقل و نضج الفكر و تكوين مفاهيم خاصة بي و تشكيل سلوكياتي, و يجب علينا عندما نقرأ أن نحدد الأفكار واستخلاصها وان نميز بين الرأي و الحقيقة فيجب أن لا نقرأ أي شيء بل الكتب العلمية و الثقافية و كتب التاريخ .. الخ , وهذه الخبرة تنكس من شخصي إلى الأطفال , والثاني هو عندما يسألني أحد الأطفال عن أي شيء في المكتبة , أقدر أن أجيب عليه , دون أن أشعر بإحراج , وبالنهاية نحن هدفنا هو راحة الأطفال .
وأضافت دلول إلى انه يوجد نوادي القراءة للمرحلة الابتدائية والإعدادية والذي يعزز  تشجيع عادة القراءة , وهو الهدف الأسمى للقطان وبعدها تأني البرامج الأخرى (كالدبكة والغناء والرسم .. )
وقالت أن المؤسسة لم تواجه مشاكل , وهي تحاول أو تعمل بشكل تدريجي مع الأطفال وذلك لزرع العادة بحب دون ترهيب الطفل والضغط عليه ,وأكدت على تعاون المؤسسات الأهلية مع القطان, ومنها مؤسسة تامر في حملة "أبي اقرأ لي" ليوم واحد ,رشحنا الفئة الأقل من 6 سنوات والتنسيق مع أهالي الأطفال الذي تم اختيارهم  -وتم تدريبهم  من مؤسسة تامر  لقراءة القصص أمام الأطفال.
وتحدث  أديب داقوقا 46 مدير مكتبة جامعة الأقصى  عن أهمية المكتبة لكافة الفئات العمرية , ودورها في صقل شخصية الطلاب الجامعيين وترغيب الطلبة على القراءة و مساعدتهم بتوفير كافة الظروف التي تهيئ بيئة مناسبة للقراءة وتشجيع عادة القراءة , وأضاف نحن نسعى إلى تحديث المكتبة واستخدام الأنظمة العالمية في الفهرسة , لسهولة التعامل مع الكتب , وأكد  المشاكل التي تواجه مكتبة الجامعة هو تقاصع الطلبة ولجوؤهم للمكتبة فقط للبحوث وليس للثقافة , وقال نحن نحاول أن نغير هذه العادة عند الطلاب.
  واكد على دور الدولة قائلا "على الدولة ايضا ان تنشا المكتبات التي بها الكتب المفيدة الجيدة لنشر العلم و الثقافة و نشر القراءة لكى يتعلم الاخرين "
لماذا نقرأ
تحدثنا إلى نور بعلوشة 23 سنة  تدرس هندسة الحاسوب بجامعة الأزهر ,وقالت  غايتي الوحيدة من  القراءة هو عند سؤال ابنتها عن أي شيء , أعرف أن أجيب على أسئلة ابنتي التي تكبر وتكبر , وأنا مطمئنة.
وأضافت أن الجوع كافر واشعر أن القراءة عندي أصبحت عادة , و شيء  مفروض أن  افعله يومياً  لأشعر بالرضا عن نفسي , ومع كل قراءة انضج وينضج تفكيري .
وأكدت إلى أن أكبر عدو للقراءة هو التقدم التكنولوجي وأن الكتب الالكترونية لا تعمل مفعول الكتاب الورقي  وأنها مبرر للشرود في عالم العولمة , والتي أصابت القراءة والكتاب بخلل بقولها " الكتاب شيء مختلف "
وأضافت أشعر أن القراءة شيء نسبي وطوعي , بمعنى لا احد يجبرك ,  وأكدت  لو قرأ الفرد صفحتين في اليوم سيصبح عالم بعد 10 سنوات , وأن حجج الدراسة أو البيت أو الأولاد لا يمكن أن تكون معيق إلى أن الفرد يقرأ .

وتحدث عبد الحكيم زغبر  21 سنة والذي يدرس هندسة معمارية جامعة فلسطين السبب الذي يضطرني للقراءة، أعتقد جازماً أن السبب الحقيقي هو المتعة الحقيقية، المتعة التي تصيب أقاصي اتجاهات الفكر، وتقلّم عواطفنا وإدراكنا للأشياء، والمتعة الحقيقية التي نشعر بها عندما نعيش حياة ثانية وثالثة وعاشرة عندما نقرأ كتاب وإثنين وعشرة، وهذه الحيوات هي الناتج الحقيقي الذي تُقدمه الكُتب لشخصي، وبلا أدنى شك، بدون الكُتب أشعر بحاجة شديدة، لأفيون من نوع خاص، أشعر بحاجة لعنصر من عناصر تكوين الوعي، فبدون دفّتي كتاب في يدي، أشعر أن عنصر ما من جسدي مبتوراً، وفي نفس الوقت أدرك أن من لا يقرأ لن يشعر لا بالوعي الفائض ولا بالعضو المبتور، لن يشعر بأي حياة حقيقية.
أمة اقرأ لا تقرأ
قالت مرح الودية 20 عام تدرس صحافة وإعلام جامعة الأقصى , أنا لا اقرأ لأنه ينقصني الوعي  , وعادة أو تعودنا  أن نستمع فقط , وان نفضل الأكل والإنترنت عن القراءة , وهذه كلها عادت سببها التقصير في التوعية من البيت والمدرسة , وتصبح هذه العادة راسخة في أذهاننا وتكبر فينا , حتى نصبح أننا لا نطيق أن نحمل كتابا.
واضافت  هناك كتب غالية الثمن ومعظمنا لا يقدر ع شراء هذه الكتب , وأنا لا أحبذ القراءة الالكترونية لصعوبة التركيز فيما تقرأ , ولكن معظمنا يلوم الوقت , بقولنا لا يوجد وقت وأنا منهم , ولكن هذه ليست نظرية هناك وقت لكل شيء ولكن نحتاج لإعادة برمجة حياتنا على عادة القراءة.
القراءة نافذة تطلع القارئ على ما عند الآخرين بكل يسر وسهولة وهذا ما دعا إليه ديننا الحنيف فأول آية نزلت على رسولنا الكريم هي (اقرأ), فالقراءة تعدت كونها حاجة الى اعتبارها ضرورة في هذا العصر الحديث, فلابد أن يكون لنا وسيلة للبحث والقراءة.


إيقاع مختلف .. مع رجل مختلف

عطر برائحة  الزمن الجميل

الصدفة محض ابتسامة الجميع, عادة ما تضحكنا الصدف ونرتمي بخيال هذا الكون, هي من جمعتني بك , لأشتم رائحة المكان المعبقة بعطر الزمان والعتاقة الأصيلة , الموسيقى الراكدة في جسد المكان , الهدوء و الطمأنينة والحنين إلى الماضي الحاضر فيك ,كل تلك التكوينات في مكان صغير , غرفة تجمع أكثر من خمسة عشر لوحة تحمل ألوان تضفي للمكان رونقاً خاصاً ذات اللون الترابي الذي يعطيك حس مرهف لعتق هذا المكان , والشعارات التي تملأ الحائط , لتبعث للداخل عليها سر, لا يدركه سوى صاحب هذا المكان المليء باللوحات المعتقة ، عالم لم يعشه هذا الجيل , وأنا أعتقد من يرى هذه اللوحات لو تمنى أن يكون في هذا الزمن !

في لقاء عفوي ، يصف الفنان التشكيلي الفلسطيني محمد سليم الغف البالغ من العمر 65 عاماً ، تجربته بالفن والموسيقى ..
س- بداية أستاذنا القدير تحدث لنا من هو محمد الغف ؟
كأي طفل التحقت بالمدارس الابتدائية ثم الإعدادية بعدها توجهت لمعهد التربية حيث كان يوجد ثلاثة تخصصات (فنية –رياضية – موسيقية ) وكان لي النصيب الأكبر في الفنية.
س- من الداعم الأول لموهبتك ؟
تربيت في عائلة حاضنة للفن , فكان عمي فنان , كنت عادة ما استرق النظر عليه وهو يرسم , وهو بدوره كان يشجعني على الرسم , اذكر انه كان يعطيني ورق وألوان واجلس بجواره وأقلده , ربما من هنا كانت انطلاقتي واكتشاف موهبتي .
عدا عن ذلك أبي كان المحفز الكبير في دخولي عالم الفن والمشجع الأقوى في دخولي كلية التربية الفنية
س- صف لي تجربتك في كلية الفنون ؟
من أجمل مراحل حياتي
تجربتي كانت في غاية الروعة , ربما وجدت نفسي فيها , كنت محظوظ جدا بأساتذة عظماء مبدعين في الفن , ورثت الحث الفني منهم , بغيرهم لو كنت فنان بدون روح .
س- كيف كانت رحلتك بعد التخرج ؟
كتب لي الله أن أتوظف بعدها مباشرة أستاذ تربية فنية في مدارس الوكالة , بصراحة تجربة لا تنسى تجربة معبقة بالذكريات الجميلة خرجت بكم هائل وهو معرفة الطلبة والطالبات التي استطعت ان أؤثر على بعضهم, وزعت فيهم حب المادة .
س- هل الفن (الرسم ) يجمع كل الفنون ؟
ليس دائما, هناك فنانون يجدون الرسم ولكن خطه ليس جميلاً , أو انه لا يحب الاستماع إلى الموسيقى .
س- ما هو التأمل بنسبة لك كفنان تشكيلي ؟
الفن مصدر التأمل الأكثر عظمة في أي عمل فني ،التأمل مفتاح الإيمان يفتح مدارك عقلك لتنظر في ما خلق الله وأنت تنظر , وتقول سبحان الله , كيف استطاع أن يخلق ويخلق و يخلق , الطبيعة مصدر الهام الفنان , لذا عادة ما يلجأ الفنان إلى الطبيعة ويبدأ في التحليل والتساؤلات تجول في رأس الفنان , ويكتشف ويؤمن أكثر وأكثر
بعكس النظرة السوداوية للفن من قبل بعض الناس , النظرة التي تحتقر الفن بكل أنواعه وتكفر البعض .
س- 35 سنة في العمل التربوي , ما بعد ذلك ؟
35 سنة في الصراع التربوي , كان لي أن أتقاعد , وأتفرغ لنفسي لفني لكينونتي وبدأت
أجهز لمعرض باسم "غزة العتيقة " فكرة المعرض كانت مختمرة منذ سنوات , وبعد تقاعدي تفرغت لهذه الفكرة استغرق عملي للوحات عدة سنوات , اللوحات تصف الحياة العتيقة التي اشتاقها , تصف العفوية في كل شيء , المباني القديمة , الشوارع والأزقة , المناسبات الفلسطينية , العادات والتقاليد , التراث الأصيل , الأكلات الفلسطينية , الناس الحياة التي فقدناها , لعشقي للماضي الأصيل , حتى أني في تدريسي كنت أركز على هذه التفاصيل والمواضيع الأساسية , كان الطلاب والطالبات يستغربون من حديثي , ويتساءلون هل كان ذلك حقا , لدرجة أن أعينهم تدمع , لتأثرهم بحديثي عن الزمن الجميل .
س- لماذا تغيرت ملامح الحياة برأيك ؟
الذنب لا يوجه للشباب, وإنما عن المسئولين عن الشباب أو عن هذا الجيل, إهمالهم لحياتهم القديمة عاداتهم وتقاليدهم , حياتهم العفوية الخالية من تعقيدات الحياة , للأسف فقدها الآباء قبل أن يفقدها الأبناء , لذلك تغيرت ملامح الحياة التي اشتاق إليها .
س- لماذا اتخذت من الكلاسيكية منهجاً في رسمك ؟
الفن الكلاسيكي واضح وصريح, اللوحة تفسر نفسها بنفسها . ليفهمه الجاهل والمتعلم والطفل والجميع, بعيدا عن الرمزية والسريالية في طرح الفكرة .
س- استخدمت الكاوي في رسمك للوحات المعرض , لماذا ؟
لأنه اقرب إلى قلم الرصاص المحبب لي , يركز على الظل والنور بالتفاصيل الدقيقة بمعني تجسيم 100% , استغنيت عنه واستبدلته بالكاوي لان الكاوي يظهر لون جمالي يدل على العتاقة , وهذا الأمر الذي أردت إبرازه في لوحاتي .
س- كيف تبدأ جوك بالرسم ؟
عادة ما يثيرني موضوع أو فكرة , أجلس منفردا متقوقعا في مرسمي ، ارسم سكيتش صغير , وابدأ بالتطبيق .أكون مندمجا ومؤمن بفكرتي وقلمي , لذا اشعر أن روحي ترسم وليست يدي.
س- ما علاقتك بالموسيقى ؟
خلال دراستي للفن في الكلية , كانت تاستهويني التربية الموسيقية , وكنت دائما احضر معهم , لدرجة أن أستاذ لي قال لي يجب أن تكون هنا حيث الموسيقى اذكر ذلك , اقتنعت بالفكرة لحبي للموسيقى ولكن أبي لم يوافق وبقيت على التربية الفنية .
علاقتي بالموسيقى علاقة حبيب لمعشقته أنا اعزف العود , وصديقي الوحيد في غربتي الزمنية
الموسيقى روح الفن روح التأمل والتصوف التصوف الفني . في الليل نجتمع أنا وأصدقاء جيلي ., وندندن آهات الزمن ...
س- من هو مطربك المفضل ؟
عبد الوهاب – عبد الحليم -ام كلثوم
س- من هو شاعرك
محمود درويش بدون شك .
عاصرت الكثير من الشعراء ومنهم من وكتب لي كلمات وغنيتها منهم شاعر الثورة الفلسطينية محمد حكيم القاضي مثل أغنية "أنا صامد صامد أنا صامد " وأغنية "يا جماهير الأرض المحتلة "وأيضاً الفنان والمسرحي صلاح الدين الحسيني ، وغنيت أبن الحارة للشاعر هارون الرشيد .
كلمتك الأخيرة تتحدث لنا بها وللقارئ العزيز ؟
أتمنى من الآباء والأمهات والمدرسات والمدرسيين والمشايخ أن يغرسوا بالجيل الحب