Tuesday, May 17, 2011

زَنّانَة

غزة .. والزنانة
يشكو سكان قطاع غزة من مشكلة غريبة لا يجدون لها حلا ً فطائرات  الاستطلاع الاسرائيلية التي تجوب اجواء القطاع ليل نهار تتسبب بحرمان اهالي غزة من متابعة قناة التلفزة به من تشويش على عملية استقبال بث القنوات الفضائية ,مهمة هذه الطائرات هي رصد ومراقبة النشطاء في غزة واحيانا تقوم بقصفهم لكنها بالمقابل تسبب لسكان غزة بقصد او بدون مشكلة التشويش على القنوات الفضائية
لنجد أن مصطلح "زنانة" زاد تداوله بالآونة الأخيرة , فنجد أن أنواع الزنانات  تتعدد فمنها من يراقبنا ويصور كل حركة وكل شخص وأخرى  تطلق الصواريخ علينا وثالثها الغاية منها فقط هي إزعاجنا، والتسبب في وجع الرأس لنا .  
الزنانة تصيب أهالي غزة بالتوتر
لا تكاد طائرات الاستطلاع أو ما يطلق عليها " زنانة " ترى بالعين المجردة , لكن صوتها المزعج الذي يشبه صوت ذبابة تزن فوق رأسك يصيب الغزين بالصداع و يعكر صفو حياتهم في الليل والنهار .
يقول أنس الفالوجي (20) عامًا أصبح شيء عادي أن تسمع صوت الزنانات  التي  تحاصر غزة منذ بدء الانتفاضة الثانية والذي زاد استخدمها في الآونة الأخيرة انطلاقا من حرب غزة 2007 إلى الآن قائلاً" يمكنني أن أتجاوز صوتها بعدم التركيز في الصوت الصادر منها و أركز في أشياء أخري أكثر مثلا أفتح الراديو بصوت منخفض أو موسيقى لتكون أفضل من صوت الزنانة قليلا"
ويضيف  أن الزنانة تعمل على تشويش التلفاز  فتحد من مشاهدتنا للبرامج المفضلة لدينا وتجبرنا على متابعة البرامج على الراديو أو الانترنت ,مشيراً أنه إن لم يسمع صوت الزنانة أو المولدات الكهربائية في غزة سيشعر بأنه في بلد غريب، لأن هذا الإزعاج  أصبح شيئا من روتين الحياة في غزة .
وفي السياق ذاته أكدت فاطمة شبلاق (45) أن الأصوات التي تصدرها هذه الطائرات مزعجة جدا , وتسبب لها القلق , ويصيبها بنوع من الاستفزاز والعصبية وكأنه تعذيب نفسي  , وحتى الآن لم تتأقلم مع هذا الصوت المزعج .

وتضيف شبلاق أن حالتها الصحية تتأثر بهذه الاصوات قائلة " أن اعاني من ضغط , فعند سماعي لهذه الطائرات بشكل متواصل وبصوت مزعج اصاب باختناق فيرتفع الضغط عندي " مبينة هروبها من هذه الاصوات بالنوم كحل جزئي للتخلص من سماع هذه الأصوات.
من جهته قال سامح سالم (28) عاماً أن  التلفاز هو السبيل الوحيد للخروج  من حصار غزة،  ولم تنسى اسرائيل أن تحاصرنا حتى عبر شاشات التلفزة , الأمر الذي يجعلنا لا نشاهد التلفاز بهدوء , فلا نستطيع متابعة المباريات أو الأخبار او  المسلسلات ... الخ .
ويصف محمود أبو غلوة معانتاه من صوت طائرة الاستطلاع الاسرائيلية  بأنها تشتت تركيزه من صوتها المرتفع الثابت في التردد الذي يصل إلى أعلى مما يتحمله الإنسان.
ويؤكد أبو غلوة كلامه بقوله" صوت الزنانة يسبب لي بشلل رهيب في التركيز، وتصيبني بالتوتر، الأمر الذي يجعلني أصرخ بصوت مرتفع أو أكسر بعض الأشياء حولي لتفريغ ذلك التوتر  الذي ينتابني حين أحاول التركيز في عملي".
عنوان اشاري مناسب
المشكلة كما يبدو لا حل لها فرغم أن معظم العائلات كثيرا ما تحاول تغيير بعض القطع في الصحون اللاقطة علها تجدي نفعا لكن بعض المختصين يقولون ان سبب التشويش بالتلفاز . هو الطائرات
 رأي مختص في الأقمار الصناعية  حيث وضح اسباب التشويش في اجهزة التلفزة قائلاً "يوجد شيء يسمى لاين اوف سايت القمر الصناعي الموجود ع سطح المنزل والقمر الصناعي الموجود في الفضاء , فاعتراض الطائرة خط اللاين اوف سايت يسبب تشويش "  
ويضيف المختص سبب آخر وهو احتمالية  أن يكون تداخل بين الترددات التي تستخدمها هذه الطائرات الاسرائيلية والترددات التي تأتي للقنوات الفضائية الى الأرض
.
وأضاف ناشط حقوقي أنه لا يقتصر الامر فقط على الانسان في الوصول الى معلومات بل ايضا هو ينتهك الانسان في الشعور في الامان والاطمئنان على نفسه واسرته فبتالي هو انتهاك مزدوج , فهو يحرمك من أن تحصل على المعلومات من التلفاز ويزعجك بالصوت التي تصدره الزنانات , لتفقد السيطرة على نفسك وتشعر بعدم الامان .
مشاكل الناس في غزة لا تنتهي .. لكن مشكلة تشويش الطائرات على قنوات التلفزة هي مشكلة تصيبهم جميعا صغارا وكبارا , دون استثناء .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل وجدتم حلاً لمشكلة التشويش ؟ 
ملاحظة يوجد اراء منقولة من تقرير بي بي سي "رأي المختص ورأي الحقوقي "

No comments: