Tuesday, May 17, 2011

طالع ..



ورد في تقرير منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة والتربية (اليونسكو) أن معدل نشر الكتاب في العالم العربي لا يتجاوز نسبة %7، وكذلك فإن نصيب كل مليون عربي من الكتب لا يتجاوز ثلاثين كتاباً، مقابل 584 لكل مليون أوروبي، و212 لكل مليون أمريكي وورد في تقرير التنمية البشرية الأخير أن أعداد النسخ المطبوعة من الكتاب العربي في المعدل العام بين ألف الى ثلاثة آلاف، بينما يبلغ عدد النسخ المطبوعة للكتاب في أوروبا وأمريكا عشرات الآلاف .بعبارة اخرى وحسب لغة الأرقام فإن :
80 عربياً يقرءون كتاباً واحداً بينما أروبي واحد يقرأ 35 كتاباً في السنة . فالمقارنة تكشف لنا أن وضع القراءة في العالم العربي مزرٍ للغاية بحاجة إلى إعادة هيكلة للبنية التحتية للقراءة
المؤسسات التنموية ودورها في عملية تشجيع القراءة
تحدث أحمد عاشور من مؤسسة تامر والمسئول عن البرامج التنموية للقراءة أن مؤسسة تامر هدفها الأساسي هو توعية الأطفال والشباب على القراءة , وذلك بمساعدتها لتزويد مكتبات المراكز التعليمية والمؤسسات الأهلية المعنية ببناء مكتبات وتشجيع وزرع حب القراءة عند الأطفال , ليصبحوا شباب قراء حيث تعمل مؤسسة تامر جاهدة لإعلاء شأن القراءة قائلاً "بدأت مؤسسة تامر حملتها الثقافية لتشجيع القراءة في المجتمع الفلسطيني، والتي تحمل عنوان "أنا تبرعت بكتاب وحكاية".

وذكر عاشور أن هذه الحملة تأتي على صورة عمل جماعي، للمساهمة في بناء حالة ثقافية تتضافر فيها الجهود من أجل أطفال أكثر إبداعاً وقدرة على القراءة والكتابة والتعبير.

وأضاف إلى أن فعاليات الحملة ستستمر طوال العام لتشجيع عادة القراءة والكتابة في المجتمع الفلسطيني، بالتعاون مع المؤسسات الأهلية والخاصة وبدعم أفراد المجتمع المحلي , وأكد  أن الحملة التي بدأتها المؤسسة قبل عشرين عاماً.
وقال عاشور على أن مؤسسة تامر تسعى من خلال الحملة لدعم وإنشاء أنوية مكتبات جديدة في مناطق مهمشة، من خلال الكتب التي سيتبرع بها أفراد المجتمع،
مضيفا إلى أن المؤسسة تأمل من خلال حملتها المساهمة في تشجيع عادة القراءة، للارتقاء بثقافة القراءة من خلال تبرع أفراد المجتمع بكتاب.
وأكد عاشور على أهمية القراءة للمجتمعات وللفرد , وضرورة إبراز دور الأهالي في عملية تشجيع القراءة وأضاف نحاول جاهدين على محو أي سبب يعيق هذه العملية , والتي يرتكز عليها معظم المجتمع , وتصبح عادة متوارثة من الآباء للأبناء ويستمر سوق الجهل بعملية القراءة .
وقالت تهاني دلول –26 سنة منشط مكتبة في مؤسسة "  عبد المحسن القطان " ومسئولة عن نوادي القراءة في القطان لا يمكن إنكار أهمية للقراءة وطبيعة عملي تجبرني أن اقرأ واستفيد فلا يمكن أن أكون مسئولة عن مكتبة , ولا اقرأ وأضافت أنها تقرأ لسببين أولهما  تنمية العقل و نضج الفكر و تكوين مفاهيم خاصة بي و تشكيل سلوكياتي, و يجب علينا عندما نقرأ أن نحدد الأفكار واستخلاصها وان نميز بين الرأي و الحقيقة فيجب أن لا نقرأ أي شيء بل الكتب العلمية و الثقافية و كتب التاريخ .. الخ , وهذه الخبرة تنكس من شخصي إلى الأطفال , والثاني هو عندما يسألني أحد الأطفال عن أي شيء في المكتبة , أقدر أن أجيب عليه , دون أن أشعر بإحراج , وبالنهاية نحن هدفنا هو راحة الأطفال .
وأضافت دلول إلى انه يوجد نوادي القراءة للمرحلة الابتدائية والإعدادية والذي يعزز  تشجيع عادة القراءة , وهو الهدف الأسمى للقطان وبعدها تأني البرامج الأخرى (كالدبكة والغناء والرسم .. )
وقالت أن المؤسسة لم تواجه مشاكل , وهي تحاول أو تعمل بشكل تدريجي مع الأطفال وذلك لزرع العادة بحب دون ترهيب الطفل والضغط عليه ,وأكدت على تعاون المؤسسات الأهلية مع القطان, ومنها مؤسسة تامر في حملة "أبي اقرأ لي" ليوم واحد ,رشحنا الفئة الأقل من 6 سنوات والتنسيق مع أهالي الأطفال الذي تم اختيارهم  -وتم تدريبهم  من مؤسسة تامر  لقراءة القصص أمام الأطفال.
وتحدث  أديب داقوقا 46 مدير مكتبة جامعة الأقصى  عن أهمية المكتبة لكافة الفئات العمرية , ودورها في صقل شخصية الطلاب الجامعيين وترغيب الطلبة على القراءة و مساعدتهم بتوفير كافة الظروف التي تهيئ بيئة مناسبة للقراءة وتشجيع عادة القراءة , وأضاف نحن نسعى إلى تحديث المكتبة واستخدام الأنظمة العالمية في الفهرسة , لسهولة التعامل مع الكتب , وأكد  المشاكل التي تواجه مكتبة الجامعة هو تقاصع الطلبة ولجوؤهم للمكتبة فقط للبحوث وليس للثقافة , وقال نحن نحاول أن نغير هذه العادة عند الطلاب.
  واكد على دور الدولة قائلا "على الدولة ايضا ان تنشا المكتبات التي بها الكتب المفيدة الجيدة لنشر العلم و الثقافة و نشر القراءة لكى يتعلم الاخرين "
لماذا نقرأ
تحدثنا إلى نور بعلوشة 23 سنة  تدرس هندسة الحاسوب بجامعة الأزهر ,وقالت  غايتي الوحيدة من  القراءة هو عند سؤال ابنتها عن أي شيء , أعرف أن أجيب على أسئلة ابنتي التي تكبر وتكبر , وأنا مطمئنة.
وأضافت أن الجوع كافر واشعر أن القراءة عندي أصبحت عادة , و شيء  مفروض أن  افعله يومياً  لأشعر بالرضا عن نفسي , ومع كل قراءة انضج وينضج تفكيري .
وأكدت إلى أن أكبر عدو للقراءة هو التقدم التكنولوجي وأن الكتب الالكترونية لا تعمل مفعول الكتاب الورقي  وأنها مبرر للشرود في عالم العولمة , والتي أصابت القراءة والكتاب بخلل بقولها " الكتاب شيء مختلف "
وأضافت أشعر أن القراءة شيء نسبي وطوعي , بمعنى لا احد يجبرك ,  وأكدت  لو قرأ الفرد صفحتين في اليوم سيصبح عالم بعد 10 سنوات , وأن حجج الدراسة أو البيت أو الأولاد لا يمكن أن تكون معيق إلى أن الفرد يقرأ .

وتحدث عبد الحكيم زغبر  21 سنة والذي يدرس هندسة معمارية جامعة فلسطين السبب الذي يضطرني للقراءة، أعتقد جازماً أن السبب الحقيقي هو المتعة الحقيقية، المتعة التي تصيب أقاصي اتجاهات الفكر، وتقلّم عواطفنا وإدراكنا للأشياء، والمتعة الحقيقية التي نشعر بها عندما نعيش حياة ثانية وثالثة وعاشرة عندما نقرأ كتاب وإثنين وعشرة، وهذه الحيوات هي الناتج الحقيقي الذي تُقدمه الكُتب لشخصي، وبلا أدنى شك، بدون الكُتب أشعر بحاجة شديدة، لأفيون من نوع خاص، أشعر بحاجة لعنصر من عناصر تكوين الوعي، فبدون دفّتي كتاب في يدي، أشعر أن عنصر ما من جسدي مبتوراً، وفي نفس الوقت أدرك أن من لا يقرأ لن يشعر لا بالوعي الفائض ولا بالعضو المبتور، لن يشعر بأي حياة حقيقية.
أمة اقرأ لا تقرأ
قالت مرح الودية 20 عام تدرس صحافة وإعلام جامعة الأقصى , أنا لا اقرأ لأنه ينقصني الوعي  , وعادة أو تعودنا  أن نستمع فقط , وان نفضل الأكل والإنترنت عن القراءة , وهذه كلها عادت سببها التقصير في التوعية من البيت والمدرسة , وتصبح هذه العادة راسخة في أذهاننا وتكبر فينا , حتى نصبح أننا لا نطيق أن نحمل كتابا.
واضافت  هناك كتب غالية الثمن ومعظمنا لا يقدر ع شراء هذه الكتب , وأنا لا أحبذ القراءة الالكترونية لصعوبة التركيز فيما تقرأ , ولكن معظمنا يلوم الوقت , بقولنا لا يوجد وقت وأنا منهم , ولكن هذه ليست نظرية هناك وقت لكل شيء ولكن نحتاج لإعادة برمجة حياتنا على عادة القراءة.
القراءة نافذة تطلع القارئ على ما عند الآخرين بكل يسر وسهولة وهذا ما دعا إليه ديننا الحنيف فأول آية نزلت على رسولنا الكريم هي (اقرأ), فالقراءة تعدت كونها حاجة الى اعتبارها ضرورة في هذا العصر الحديث, فلابد أن يكون لنا وسيلة للبحث والقراءة.


No comments: